ارتــــواء دون ماء
هاربين من الموت إلى الموت
عبروا الأيام
تعوي زخات الرصاص تبتلع أواخرهم
ينسكب اللهاث
يلعق عن رضابهم شهقة الآلام
يتمترسون خلف الهواء
يحتمون بأجسادهم خلف أجسادهـم
يلتحفون العراء
رحلوا في غياهب المجهول
تلفحهم برودة الليل
تلسعهم الشمس
لا يكترثون أين تحطهم الأقدار
تعلموا كيف يغزلون من الأكفان
خيوط الأمل
يحيكوا من بقاياها سرمدية الأحلام
فهم الموتى الأحياء ,
و الحياة لهذه الحياة
على حدود حياتهم .. وطن ,
و على حدود وطنهم موت
يمشون الدروب دون أن تخطئها
الأقدام .