سأل طفل أمه أن تعطيه خاتما من علبة مجوهراتها, ولما سألته عن السبب احمّر وجهه وقال: انني بحاجة اليه.
فأعطته خاتما مزيفا قديما, ورأت الفرح يشع من عينيه, خبأه في غرفته وعادي سألها ان كان لديها علبة صغيرة, فتشت,, وأعطته العلبة,,,,غاب وعاد,,, هل لديك شريطا ملونا؟؟؟
في صباح اليوم التالي,, فتحت عينيها فوجدت العلبة على وسادتها وفوقها ورقة نزعت من كراس مدرسي, كتب عليها بخط طفولي,,,, كل سنة وأنت سالمة
يا ماما.
***************
أفنى حياته على خشبة المسرح, يقدم عروضه وينحني لتصفيق الجمهور, ولما تقوس ظهره من أثقال الزمن وأعباء الحياة, التفتوا الى ضرورة تكريمه,,,, تأبط أحدهم ذراعه وساعده على الصعود , ليتسلم شهادة تقدير, وجائزة تكريم,,,,,,,,,, علق الشهادة على حائط بيته المتواضع,, ودس الجائزة في دولابه,,, وحاول تمثيل الفرح والسرور, هذه المرة كان هو الجمهور.
***************
عندما نامت الشمس على كتفها, ارتدى الليل بذته السوداء الانيقة, ووضع قبعته الفضية, وجاء يطرق بأنامله الخفية على شباك تلك الغافية في مهد الصبا.
تسلل من خلف ستائرها, يهديها باقة نجوم تتلألأ كقلائد من جمان,ونسائم غزل تلف الكيان,,,, ولما عشقت سحر غموضه وسهره,,, التف بعباءته القاتمة وترك لها رسالة اعتذار عند عتبة البزوغ.
***************
في خزانة الملا بس قال الفستان الأزرق للفستان الأخضر: أنا أجمل منك رد بغيظ: وما أدراك؟؟؟
_ لأن السيدة, كلما فتحت علينا الباب,, تمسك بكتفك,,, ثم تدعك,,, وتخرجني أنا.
_ هذا لا يعني أنك الأجمل يا ذكي,,, يعني أنك توافق خطوط الموضة أكثر,,
يومان,,,, وندفن أنا وأنت في الحياة.
***************
أمضى حياته يسكنه طاغوت كبير,, اعتاد أن يتمشى كل مساء على الطريق الإسفلتي أو على أعناق المساكين.
ذات شرود,,, انتبه فجأة الى مركبة تتجه بسرعة جنونية نحوه,,, ابتعد عنها فزعا مذعورا,,, وسقط قلبه بين قدميه,,,,,,, انحنى ليرده الى صدره,,, فلم يجد الا حجرين,,, احتار أيهما قلبه؟ لم ينتظره الوقت .
قبل أن تصل دمعته الى الأرض ,,, وقع جثة هامدة .
***************
مع بداية العام الدراسي,, دخل الأستاذ الصف ,, وأسرته صاحبة هذا الوجه الملائكي التي كانت بعمر ابنته,,, ووصلها احساسه بها عبر رادارها الأنثوي.
انتبهت جميع الطالبات أنها تتلقى منه يوميا معاملة جافة, يتخللها شيء من الفظاظة التي لا تستحقها.
وحدها كانت تدرك ما يدور بداخله من صراعات ,, وتتلقى قسوته برحابة صدر.
***************
قدمت الأم لابنها كوبا من الحليب, فرشفه بنهم.
ثم جاءته بكوب من الحنان , فاض من امتلائه , فشربه وشكر.
وأتته بكوب من عصارة خبرتها وتجاربها,, فعبس وتولى, وأعرض وبسر.
منقووول....